الاثنين، 24 أغسطس 2015

الحديث الثامن والعشرين من الأربعين النووية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
اليوم ان شاء الله مع الحديث (٢٨) من الاربعين النوويه



🍃🍂🍃🍂


عن ( مُعاذِ بِنِ جَبَلٍ ) رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله؛ أخبرني بعملٍ يُدخِلُنِي الجنَّة ويباعِدُني عَن النَّارِ. قال: "لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله تَعَالى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤتِي الزَّكَاةِ، وَتَصومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ"، ثُمّ قال: "أَلاَ أَدُلُّكَ عَلى أَبْوَابِ الْخَيرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةٌ تُطُفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ الليل"، ثم تلا قوله سبحانه وتعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حتّى بلغ (يَعْمَلُونَ) [السجدة: 16-17]، ثمّ قال:" أَلاَ أُخْبِرُكُ بِرَأْسِ الأَمْرِ، وعمودِهِ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟" قلت: بلى يا رسول الله، قال: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ "، ثم قال: "أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلَّهِ؟" قلت: بلى يا رسول الله، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، وقال: " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا "، قلت: يا نَبِيَّ الله؛ وإِنّا لَمُؤاخَذون بما نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فقال: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَو قال: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلاّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ". رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).


📖✒الشرح:

هذا الحديث فيه ذكر أشياء من أبواب الخير، وهو من الأحاديث العظيمة التي لكل جملة منه شواهد كثيرة،

📩قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار) هذا فيه ما ينبغي التأدب به لأهل العلم، لأن معاذ بن جبل رضي الله عنه من أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام، بل هو أعلم الأمة بالحلال والحرام، فهو من أهل العلم، وهذا يدل على أن طالب العلم ينبغي عليه أن يكون حريصا على ما يقربه من الجنة، ويباعده عن النار، لأن للعلم شهوة وعنفواناً، وقد يصرف صاحبه عن السعي في الغاية من العلم، وهو ما يقرب من الجنة، وما يباعد عن النار، 👈وقد قال وهب بن منبه رحمه الله: "إن للعلم طغياناً كطغيان المال"، فالعلم يُطغي إذا لم يكن صاحبه يسعى فيما يقربه إلى الجنة، ويباعده عن النار.

📚قال: (يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه".

🔳 فهذا السؤال العظيم -ما يقرب إلى الجنة، ويبعد عن النار- سؤال عظيم، وهو شاق من حيث الامتثال، لكنه يسير على من يسره الله عليه. فإذاً نفهم من هذا أن ثم كلفة في أن يمتثل المرء بمقتضى العلم، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، فإذا أقبل العبد يسر الله جل جلاله عليه الأمر، كما قال سبحانه وتعالى: ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) (الليل: 5-7) فتيسير الله جل جلاله أمور الخير للعبد يكون بشيء يبذله العبد.

👈قال صلى الله عليه وسلم: "وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه" ثم فصل فقال:
📚"تعبد الله لا تشرك به شيئا" يعني: أن تتوجه بجميع أنواع العبادات إلى الله جل جلاله وحده، فإذا دعوت دعوت الله، وإذا سألت سألت الله، وإذا صليت صليت لله، وإذا استغثت استغثت بالله، وإذا أعظمت الرجاء أعظمته بالله، وكل العبادات القلبية، واللسانية، والعملية بالجوارح، تكون لله جل جلاله وحده، ولا يكون لمخلوق فيها نصيب.
قال: "تعبد الله لا تشرك به شيئا" يعني: كبير الشرك وصغيره وخفيه؛ لأن كلمة "شيئا" نكرة جاءت في سياق النفي فتعم كل ما كان في معناها، فلا يشرك بأي شيء: لا يشرك بالهوى، لا يشرك بالمخلوق من البشر، لا يشرك بالملائكة، لا يشرك بعظيم، لا يشرك بصالح، لا يشرك بجني، بإنسي، بشجر، بحجر، بأي نوع مما خلق الله عز وجل، وهذا لا شك أنه عظيم، ولكنه يسير على من يسره الله عليه
🔳. فعبادة الله جل جلاله وحده دونما سواه هذه غاية إرسال المرسلين، ونفي الشرك ونبذه والتخلص منه، أيضاً مما جاء به المرسلون وأقاموا رسالاتهم عليه، وهذا يتنوع، فما كان من قبيل الشرك الأكبر فظاهر وجوب اجتنابه،   وكذلك لابد من اجتناب الامور التي تؤدي الي الشرك الاصغر

👈فعبادة الله وحده لا شريك له، هذه حاصلة إن شاء الله عند الموحد، لكن يخاف على الموحد من أنواع الشرك الأصغر والخفي، أي: مما يكون من يسير الرياء، والتوجه لغير الله في ذلك، فهذه عظيمة،

 
     
📩يعني: أن هذا الأمر شديد، ويجب أن توطن نفسك على إخراج المخلوقين من قلبك، وأن يكون القلب خالصاً لله متوجها لله، في تحركه، وسكناته، وأمره، ونهيه، وفي تصرفك مع أهلك، ومع أقاربك، وفي الأمور العامة والخاصة، فإذا كان كل شيء لله تم الإخلاص.
📚قال: "وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" وهذه الأربعة سبق بيانها في احاديث سابقه

📚ثم قال: "ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة"،   وقوله: "جنة" يعني: وقاية، يقي العبد مما يسخطه الله عز وجل؛ لأن الصيام فيه تذكير بحقوق الله عز وجل، وحقوق عباده، فهو جنة من نفوذ الشيطان إلى العبد. وكما جاء في حديث النبي  صلى الله عليه وسلم في حق من لم يجد طولا للنكاح: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، فالصيام جنة، كذلك من نار جهنم لقول  رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوماً فى سبيل الله بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عن النارِ سبعينَ خريفاً".
متفق عليه



📚قال: "والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار"، الصدقة بأنواعها تطفئ الخطايا: الصدقة بالقول وبالعمل، الواجبة والمستحبة، والصدقة بالمال، كل هذه تطفئ الخطايا؛ لأنها حسنات، والله جل جلاله قال: ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) ( هود: 114)، وقد بينا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"، فإذا فهمت معنى الصدقة العام الشامل، فإنه كلما حصلت منك خطية فعليك بكثرة الصدقات، والخطايا لا تحصى؛ لأنه ما من حال تكون فيه إلا ولله جل جلاله أمر ونهي في ذلك، وقل من يكون ممتثلاً للأمر والنهي في كل حالة، فلا بد من الإكثار من الصدقات؛ لأنها أبواب الخير، قال: "والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار" فالنار إذا شبت فإنك تأتي بالماء فتطفئها، وهذا مثال الحسنات بعد السيئات.


📚قال: "وصلاة الرجل في جوف الليل" يعني: أن يقوم الليل القيام المستحب، وقيام الليل على درجات، وأعلاه أن يكون كقيام المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي جاء في آخر سورة المزمل: ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ) (المزمل: 20)، فأفضله ما كان بعد نصف الليل إلى الفجر، وبعده من أول ثلث الليل الآخر إلى الفجر، ثم هكذا مراتب بما يتيسر للعبد، فصلاة الرجل في جوف الليل هذه من أعظم أبواب الخير، وبها يحصل للمرء من النور في قلبه، وحسن تعامله مع ربه، وخشيته له، والزهد في الدنيا، والرغب في الآخرة، ما لا يدخل تحت وصف-أعاننا الله وجميع المسلمين على ذلك- فإن الصلاة  في جوف الليل هذه يكون معها التدبر للقرآن، وحسن مناجاة الله، والدمعة التي تُسْبَلُ من خشية الله عز وجل، إذ يكون المرء في ذلك على يقين من أنه إنما قام لله جل جلاله وحده، فتعظم الصلة، ويعظم التعلق، ويعظم إخبات القلب، والرجاء، والرهبة، والخوف، ويؤثر القرآن في القلوب تأثيراً عظيماً، فأصحاب الليل هم أهل التقوى.
قال جل جلاله في وصف عباده المخبتين المنيبين في آية سورة السجدة: ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (السجدة: 16-17)، وهذا من فضل الله جل جلاله عليهم. فلا تحرمي نفسك يا حبيبتي في الله من هذا الفضل ولو ركعتين في جوف الليل

〰〰〰〰〰♻〰〰〰🍂🍃



قال معاذ رضي الله عنه: (ثم قال: "ألا أخبرك برأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟" قلت: بلى، يا رسول الله. قال: "رأس الأمر الإسلام")، لأن الأمر -الذي هو الدين- رأسه الإسلام، فإذا قُطع الرأس فلا حياة، فإذا ذهب الإسلام فلا حياة للمرء في الدين، فقال: "رأس الأمر الإسلام"، وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.



📚قال: "وعموده الصلاة" العمود هو ما يقوم عليه البناء، فإذا كان ثم أشياء يقوم عليها البناء، فإن بالصلاة يقوم بناء الدين؛ وقوله: "عموده"، لأن الصلاة هي الركن العملي الذي به يحصل الامتثال لمقتضيات الإيمان العملية، يعني: بركن الإيمان الذي هو العملي، فالإيمان: قول واعتقاد وعمل، والعمل عموده الصلاة، فإذا ذهبت الصلاة فلا قيام في ذلك؛ لهذا قال عمر رضي الله عنه: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة"،
📔 وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة".
📚قال: "وذروة سنامه الجهاد


وصف النبي صلي الله عليه وسلم الجهاد أنه ذروة السنام،لأن الذروة أعلى شيء ،وبالجهاد يعلو الإسلام ، فجعله ذروة سنام الأمر، قال الله تعالى:)وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( )آل عمران:139(
وقال عزّ وجل: )فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ( )محمد:35(
👈وقوله:الجهاد يعني في سبيل الله عزّ وجل والجهاد في سبيل الله بينه النبي صلى الله عليه وسلم أتم بيان، فقد سئل عن الرجل يقاتل حمية،ويقاتل شجاعة، ويقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟فقال: "مَن قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُليَا فَهوَ في سَبيلِ اللهِ"فهو لم يجب عن الثلاثة التي سئل عنها بلذكر عبارة عامة،فقال:"مَن قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُاللهِ هي العُليَا فَهوَ في سَبيلِ اللهِ"
🔳و الجهاد له مفهومان :

1⃣مفهوم خاص هو بذل الجهد في قتال الكفار

 2⃣ومفهوم عام هوبذل الجهد في طاعة الله عز وجل وترك معصيته



▫▪▫▪

📚قال: (ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قلت: بلى، يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: "كف عليك هذا")، فاللسان هو أعظم الأعضاء جرماً؛ لأنه سهل الحركة، كثير الخطايا، فباللسان يحصل الاعتقاد الزائف، وباللسان "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً في النار"، وباللسان تحصل العداوات، وقد قال الله عز وجل: ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ) (الإسراء: 53)، وباللسان يحصل الوقوع في المؤمنين والإيذاء بغير حق، وقد قال عز وجل: ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) (الأحزاب: 58
فإذا حاسب المرء نفسه على لسانه، حصل له ملاك هذا الأمر، وهو أنه ملك عليه دينه، وأما إذا أطلق لسانه في كل شيء، فإنه يضر نفسه ضرراً بالغاً، ولا يملك على نفسه دينه، واللسان قد جاءت الأحاديث الكثيرة في بيان شأنه، وقد سبق بيان بعض ذلك.
قال: "كف عليك هذا"، يعني: أمسك، فالكلمة إذا لم تعلم أنها من الحق الذي تؤجر عليه، فاتركها؛ لأنها عليك وليست لك، قال: (قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك امك وتقولها العرب للحث والاغراء   ثم قال: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم-أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم".
فكثير من المسلمين يستنكف أن يعمل عملاً محرماً من الكبائر بجوارحه، ،
ولكنه  بمعاصي اللسان يقع فيها بلا مبالاة، فيقع في النميمة من دون أن يشعر، فينقل كلاماً، وبه يفرق بين المرء وأخيه، يقول: سمعت فلاناً يقول فيك كذا وكذا، وهذه نميمة أن تنقل كلاماً يوقع الضغينة والشر في نفس مسلم على أخيه المسلم، وهي الحالقة، والغيبة محرمه، وقد قال عز وجل: ( وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) (الحجرات: 12)

📚وهكذا في أصناف شتى، فما وجدت العداوات الا باللسان
🔲 فاللسان هو مدار الأمر؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟"، يعني: برأس الأمر وعموده وذروة سنامه، قال: (بلى، يا رسول الله)، قال: "كف عليك هذا"، فهذه وصية عظيمة، وسبب تعذيب كثيرين في النار: أنهم لم يكفوا ألسنتهم عما لا يحل لهم؛ فلهذا علينا أن نحذر اللسان أعظم الحذر، فنوصي بهذه الوصية التي أوصى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: "كف عليك هذا".
فأوصي نفسي وجميع الاخوات بأن نكف ألسنتنا، إلا عن شيء علمنا حسنه، فإذا خاطبنا إخواننا، فلنخاطبهم بالتي هي أحسن، كما قال سبحانه وتعالى: ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (الإسراء: 53)، فأحسن ما تجد من اللفظ قله لوالدك، ووالدتك، وإخوانك، وأخواتك، وأهلك، ولإخوانك المؤمنين بعامة؛ لأنه بهذا تبعد مدخل الشيطان في التفريق ما بين أهل الإيمان.
وما حصل في تاريخ الإسلام وفي زماننا هذا من أمور منكرة إلا بسبب إطلاق اللسان فيما لا يُعلم أنه من الحق، وكل يتكلم بما شاء، فحصل ما لم يحُمد، نسأل الله جل جلاله أن يلزمني وجميع المسلمين ما فيه صلاحنا في قلوبنا وألسنتنا وجوارحنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق