الجمعة، 21 أغسطس 2015

الحديث الخامس عشر من الأربعين النووية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... اليوم ان شاء الله مع الحديث الخامس عشر من الأربعين النووية... عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ) رواه البخاري ومسلم


 الشرح


 💢💢لقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بهذه الصيغة للحث والاغراء

 📍📍فمن كان يؤمن جمله شرطيه جوابها فليقل خيرا أو ليصمت

 🍃🍃فإذاً قوله صلى الله عليه وسلم: "فليقل خيراً" يعني: فليقل أمراً بالصدقة، فليقل أمراً بالمعروف، فليقل بما فيه إصلاح بين الناس، وما خرج عن هذه فليس فيه خير، وقد يكون من المباحات، وقد يكون من المكروهات، وإذا كان كذلك فالاختيار أن يصمت، وخاصة إذا كان في ذلك إحداث لإصلاح ذات البين، يعني: أن يكون ما بينه وبين الناس صالحاً على جهة الاستقامة بين المؤمنين الأخوة.

 🍃🍂🍃🍂 💥


قوله: "فليقل خيراً أو ليصمت" فيه أن حفظ اللسان من الفضول بقول الخير، أو بالصمت إن لم يكن القول خيراً أن هذا من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر؛ لأن أشد شيء على الإنسان أن يحفظ لسانه، لهذا جاء في حديث معاذ رضي الله عنه لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه وقال: "كف عليك هذا"، فاستعجب معاذ رضي الله عنه وقال: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم"، فدل على أن اللسان خطير تحركه، إذا لم يكن تحركه في خير فإنه عليك لا لك، والتوسع في الكلام المباح قد يؤدي إلى الاستئناس بكلام مكروه أو كلام محرم، كما هو مجرب في الواقع، فإن الذين توسعوا في الكلام، وأكثروا منه جرهم ذلك إلى أن يدخلوا في أمور محرمة من: غيبة أو نميمة أو بهتان أو مداهنة، أو ما أشبه ذلك مما لا يحمد.


🍃🍂🍃🍂 💢💢



فإذاً الإيمان بالله واليوم الآخر يحض على حفظ اللسان، وفي حفظ اللسان الإشارة لحفظ جميع الجوارح الأُخر؛ لأن حفظ اللسان أشد ذلك، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يضمن لي ما بين لَحيَيْهِ وما بين رجليه أضمن له الجنة".




 🍀🍀🍁🍁🍁 🍒🍒


ثم قال صلى الله عليه وسلم: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، يعني: يكون مع جاره على صفة الكرم. والكرم: هو اجتماع الصفات المحمودة التي يحسن اجتماعها في الشيء

 📌📌وقوله صلى الله عليه وسلم: "فليكرم جاره" يدخل فيه إكرام الجار بالألفاظ الحسنة، وإكرام الجار بحفظه في أهله، وعرضه، وفي الاطلاع على مسكنه، ويدخل فيه أيضاً: حفظ الجار في أداء الحقوق العامة له، في الجدار الذي بينهما، أو النوافذ التي تطل على الجار، أو في موقف السيارات مثلاً، أو في اعتداء الأطفال، أو ما أشبه ذلك.


 🍁🍁🍃🍃🍃


 فيدخل هذا جميعاً في إكرام الجار، ويدخل فيه أيضاً أن يكرم الجار في المطعم والملبس، وأشباه ذلك، فإذا كان عنده طعام فإنه يطعم جاره منه، وهذا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قد ذبحت له شاة فقال: "أهديتم لجارنا اليهودي"، وهذا في حق الجار الكافر، ولهذا رأى طائفة من أهل العلم -كأحمد في رواية، وغيره- أن إكرام الجار في هذا الحديث عام يدخل فيه الجار المسلم، والجار الكافر. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الجيران ثلاثة: فجار له حق وهو أدنى الجيران، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فأما الذي له حق واحد: فجار مشرك له حق الجوار، وأما الذي له حقان: فجار مسلم له حق الإسلام، وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق: فالجار ذو الرحم له حق الرحم، وحق الإسلام، وحق الجوار، وأدنى حق الجوار أن لا تؤذ جارك. فإذا إكرام الجار كلمة عامة يدخل فيها: * أداء ما له من الحقوق. * كف الأذى عنه. * بسط اليد له بالطعام وما يحتاجه.


 🍃🍃🍃🍃🍁



 📌📌والجيران الذين لهم حق حسن الجوار على مراتب: 

1⃣المرتبة الأولى: الجار الملاصق، وهو أعظمهم حقاً، وقد جاء في الندب إلى حسن الجوار معه أحاديث كثيرة، منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".

 2⃣المرتبة الثانية: الجار الجنب، يعني: البعيد؛ واختلف السلف في حد الجنب، وهو ما ذُكر في آية النساء: ( وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ) (النساء: 36). وقال بعضهم سبعة بيوت من كل جهة، هؤلاء يعتبرون جيران جنب أمر الله جل جلاله ووصى بهم ولكن لا يوجد حديث يحدد عددهم


 3⃣المرتبة الثالثة: جيران البلد، أي: من يساكنك في البلد الذي أنت فيه ولو كان في طرف البلد وأنت في الطرف الآخر، فإنه يسمى جاراً، كما قال عز وجل: ( ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً ) (الأحزاب : 60)، فالذي يسكن معك في نفس البلد يعتبر جاراً، فله حق حسن الجوار. وهذه المراتب أولها أعظمها، والثاني –الجار الجنب- متوسط وله حق عظيم أمر الله به، والثالث من باب العموم وحسن الجوار للعامه

 💢💢💢🍃🍂



 📍📍قال: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"، إكرام الضيف أن تبذل له من الصفات المحمودة ما به يحصل له الحق، ومن الصفات المحمودة التي تعطى للضيف: بشاشة الوجه، وانطلاق الأسارير، والكرم باللسان، يعني: أن يضاف بألفاظ حسنة، ومن إكرام الضيف أيضاً: أن تُطعمه  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق