السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
اليوم أن شاء الله مع الحديث (٣٨)من الأربعين النووية
🍂 🍃 🍂 🍃
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : (ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ، ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻜﺮﻫﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ) . ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ
📗الشرح
📌معاني المفردات
تَجَاوَزَ :عفا
والخطأ: أن يرتكب الإنسان العمل عن غير عمد.
والنسيان: ذهول القلب عن شيءٍ معلوم من قبل.
والاستكراه: أن يكرهه شخص على عمل محرم ولايستطيع دفعه، أي: الإلزام والإجبار.
📩وهذه الثلاثة أعذار شهد لها القرآن الكريم.
👈أما الخطأ والنسيان فقد قال الله عزّ وجل: ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(البقرة: الآية286) وقال الله عزّ وجل: ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ )(الأحزاب: الآية5) .
👈وأما الإكراه: فقال الله عزّ وجل: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:106)
📌فرفع الله عزّ وجل حكم الكفر عن المكرَه،فما دون الكفر من المعاصي من باب أولى لاشك.
👈وفي هذا الحديث إظهار سعة رحمة الله عزّ وجل ولطفه بعباده حيث رفع عنهم الإثم إذا صدرت منهم المعصيةعلى هذه الوجوه الثلاثة، ولو شاء الله لعاقب من خالف أمره على كل حال.
📌أن جميع المحرّمات في العبادات وغير العبادات إذا فعلها الإنسان جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلاشيء عليه فيما يتعلق بحق الله، أما حق الآدمي فلا يعفى عنه من حيث الضمان،وإن كان يُعفى عنه من حيث الإثم.
📚ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺨﻄﺄ ، ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻓﻴﺄﺗﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ
ﻣﺮﺍﺩﻩ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺆﺍﺧﺬ
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﻪ .
👈ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ الأمثلة ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ
ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺧﻴﺒﺮ ، ﻟﻤﺎ ﺗﺒﺎﺭﺯ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﻣﺸﺮﻙ ، ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻋﺎﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺿﺮﺑﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﺎﺕ ، ﻓﺘﺤﺪﺙ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﺎﻣﺮﺍ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺒﻄﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻓﺬﻫﺐ ﺃﺧﻮﻩ
ﺳﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ : ( ﻣﺎﻟﻚ ؟ ) ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻋﺎﻣﺮﺍ ﺑﻄﻞ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻣﻦ
ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ؟ ) ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻛﺬﺏ ﺃﻭﻟﺌﻚ ، ﺑﻞ
ﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻣﺮﺗﻴﻦ ) ، ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺃﻥ
ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ
، ﻓﺒﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺧﻄﺄﻩ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ .
📗ومثال آخر رجل تكلّم في الصلاة يظن أن هذا الكلام جائز، فلا تبطل صلاته لأنه جاهل مخطئ ارتكب الإثم عن غير قصد،
👈وهذا فيه نص خاص وهو: أن معاوية بن الحكم رضي الله عنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة، فسمع عاطساً عطس فحمد الله، فقال له معاوية رضي الله عنه: يرحمك الله ، فرماه الناس بأبصارهم، أي جعلوا ينظرون إليه نظر إنكار فقال: واثكل أمّياه - كلمة توجع - فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكّتونه فسكت، فلمّا انتهت الصلاة دعاه من كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً محمد صلى الله عليه وسلم، قال معاوية: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً أحسن تعليماً منه، ماقهرني، ولاشتمني، ولاضربني، وإنما قال: "إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لاَيَصْلُحُ فِيْهَا شَيءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ إِنَّمَا هِيَ التَّكْبِيْرُ والتَّسبِيْحُ وَقِرَاءةُ القُرْآنِ"
👈وجه الدلالة من هذا الحديث: أنه لم يأمره بالإعادة، ولو كانت الإعادة واجبة عليه لأمره بها كما أمر الذي لايطمئن في صلاته أن يعيد صلاته.
🌿📗ومثال آخر صائم أكل يظن الشمس غربت ثم تبيّن أنها لم تغرب، كمن سمع أذاناً وظنه أذان بلده فأكل ثم تبيّن أنه لم يؤذن فيه ولم تغرب الشمس، فليس عليه قضاء لأنه جاهل إذ لو علم أن الشمس باقية لم يأكل، ولو ضُرب على هذا لم يأكل، فظن أن الشمس غربت بسماع هذا الأذان فأكل فلاشيء عليه.
👈وقد جاء النص في هذه المسألة بعينها، فقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنهم أفطروا في يوم غيمٍ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس إذاً هم أفطروا قبل أن تغرب الشمس ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، ولو كان القضاء واجباً عليهم لأمرهم به لوجوب الإبلاغ عليه، ولو أمرهم به لكان من الشريعة، وإذا كان من الشريعة فالشريعة محفوظةلابد أن تنقل إلينا ولم تنقل، فدل هذا على أنه لا يجب عليهم القضاء
📩ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻲﺀ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﺪﻡ
ﺗﺮﺗﺐ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺧﻄﺌﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ؛ ﻟﺬﻟﻚ
ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻗﺘﻞ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺧﻄﺄ ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : } ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺧﻄﺄ ﻭﻣﻦ
ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺧﻄﺄ ﻓﺘﺤﺮﻳﺮ ﺭﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﺩﻳﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻳﺼﺪﻗﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻋﺪﻭ ﻟﻜﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﺘﺤﺮﻳﺮ ﺭﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﻓﺪﻳﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ
ﺭﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﺼﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﺣﻜﻴﻤﺎ { ( ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 92 ) .
📚ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ : ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺆﺍﺧﺬﻧﺎ ﺇﻥ ﻧﺴﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺄﻧﺎ { ( ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 286 ) ،
📌 هذا الحديث عام في كل حق لله عزّ وجل من المحظورات، أما المأمورات فإنها لايسقط أداؤها وقضاؤها،فلابد أن تُفعل. ولكن يسقط الإثم في تأخيرها بعذر.
📩مثال ﺫﻟﻚ ، ﻓﻤﻦ ﻧﺴﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻫﺎ فعلى هذا نقول: إذا ترك واجباً فلابد من فعله، ويدل لهذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصِلِّهَا إِذَا ذَكَرهَا" فعذره عن التأخير ولم يعذره عن القضاء، بل أمره بالقضاء. ،
📌 ﻭﻣﻦ ﻧﺴﻲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ
ﺛﻢ ﺻﻠّﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻠﺰﻣﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻼﺓ .
📚ﻭﺛﺎﻟﺚ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ : ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ، ﻓﻘﺪ ﻳُﻜﺮﻩ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ﻻ
ﻳﺮﻳﺪﻩ ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﺛﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﺝ .
ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ : } ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻛﺮﻩ
ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ { ( ﺍﻟﻨﺤﻞ : 106 ) ﻟﻤﺎ ﺃﺟﺒﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻦ
ﻳﺎﺳﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻟﻴﻼ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻋنه لأنه مكره
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺜﻨﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺭﻓﻊ
ﺍﻟﺤﺮﺝ ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻩ ، ﻧﺤﻮ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻣﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ
ومثال ذلك رجل أُكره على قتل إنسان وقال له المكره: إما أن تقتل فلاناً أو أقتلك، وهو يقدر أن يقتله، فقتله، فإن القاتل المكره اثم ويطبق عليه الحد ، لأن حق الآدمي لايعذر فيه بالإكراه.
📚ذكرنا أولاً أن هذا في حق الله، أما في حق المخلوق فلا يسقط الضمان وإن سقط الإثم، مثال ذلك: رجل اجتر شاة ظنها شاته فذكّاها وأكلها، فتبيّن أنها لغيره، فإنه يضمنها لأن هذا حق آدمي، وحقوق الآدمي مبنية على المشاحة، ويسقط عنه الإثم لأنه غير متعمّد لأخذ مال غيره.فلابد من إرجاع المال لصاحبه
📗ﻭﺣﺎﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻳُﺴﺮ ﻣﻨﻬﺞ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺳﻤﺎﺣﺘﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺇﻧﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ، ﺣﻴﺚ ﺧﻔّﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﻬﺎ ، ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ
اليوم أن شاء الله مع الحديث (٣٨)من الأربعين النووية
🍂 🍃 🍂 🍃
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : (ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ، ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻜﺮﻫﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ) . ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ
📗الشرح
📌معاني المفردات
تَجَاوَزَ :عفا
والخطأ: أن يرتكب الإنسان العمل عن غير عمد.
والنسيان: ذهول القلب عن شيءٍ معلوم من قبل.
والاستكراه: أن يكرهه شخص على عمل محرم ولايستطيع دفعه، أي: الإلزام والإجبار.
📩وهذه الثلاثة أعذار شهد لها القرآن الكريم.
👈أما الخطأ والنسيان فقد قال الله عزّ وجل: ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(البقرة: الآية286) وقال الله عزّ وجل: ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ )(الأحزاب: الآية5) .
👈وأما الإكراه: فقال الله عزّ وجل: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:106)
📌فرفع الله عزّ وجل حكم الكفر عن المكرَه،فما دون الكفر من المعاصي من باب أولى لاشك.
👈وفي هذا الحديث إظهار سعة رحمة الله عزّ وجل ولطفه بعباده حيث رفع عنهم الإثم إذا صدرت منهم المعصيةعلى هذه الوجوه الثلاثة، ولو شاء الله لعاقب من خالف أمره على كل حال.
📌أن جميع المحرّمات في العبادات وغير العبادات إذا فعلها الإنسان جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلاشيء عليه فيما يتعلق بحق الله، أما حق الآدمي فلا يعفى عنه من حيث الضمان،وإن كان يُعفى عنه من حيث الإثم.
📚ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺨﻄﺄ ، ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻓﻴﺄﺗﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ
ﻣﺮﺍﺩﻩ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺆﺍﺧﺬ
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﻪ .
👈ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ الأمثلة ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ
ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺧﻴﺒﺮ ، ﻟﻤﺎ ﺗﺒﺎﺭﺯ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﻣﺸﺮﻙ ، ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻋﺎﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺿﺮﺑﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﺎﺕ ، ﻓﺘﺤﺪﺙ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﺎﻣﺮﺍ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺒﻄﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻓﺬﻫﺐ ﺃﺧﻮﻩ
ﺳﻠﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ : ( ﻣﺎﻟﻚ ؟ ) ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻋﺎﻣﺮﺍ ﺑﻄﻞ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻣﻦ
ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ؟ ) ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻛﺬﺏ ﺃﻭﻟﺌﻚ ، ﺑﻞ
ﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ﻣﺮﺗﻴﻦ ) ، ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺃﻥ
ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ
، ﻓﺒﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺧﻄﺄﻩ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ .
📗ومثال آخر رجل تكلّم في الصلاة يظن أن هذا الكلام جائز، فلا تبطل صلاته لأنه جاهل مخطئ ارتكب الإثم عن غير قصد،
👈وهذا فيه نص خاص وهو: أن معاوية بن الحكم رضي الله عنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة، فسمع عاطساً عطس فحمد الله، فقال له معاوية رضي الله عنه: يرحمك الله ، فرماه الناس بأبصارهم، أي جعلوا ينظرون إليه نظر إنكار فقال: واثكل أمّياه - كلمة توجع - فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكّتونه فسكت، فلمّا انتهت الصلاة دعاه من كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً محمد صلى الله عليه وسلم، قال معاوية: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً أحسن تعليماً منه، ماقهرني، ولاشتمني، ولاضربني، وإنما قال: "إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لاَيَصْلُحُ فِيْهَا شَيءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ إِنَّمَا هِيَ التَّكْبِيْرُ والتَّسبِيْحُ وَقِرَاءةُ القُرْآنِ"
👈وجه الدلالة من هذا الحديث: أنه لم يأمره بالإعادة، ولو كانت الإعادة واجبة عليه لأمره بها كما أمر الذي لايطمئن في صلاته أن يعيد صلاته.
🌿📗ومثال آخر صائم أكل يظن الشمس غربت ثم تبيّن أنها لم تغرب، كمن سمع أذاناً وظنه أذان بلده فأكل ثم تبيّن أنه لم يؤذن فيه ولم تغرب الشمس، فليس عليه قضاء لأنه جاهل إذ لو علم أن الشمس باقية لم يأكل، ولو ضُرب على هذا لم يأكل، فظن أن الشمس غربت بسماع هذا الأذان فأكل فلاشيء عليه.
👈وقد جاء النص في هذه المسألة بعينها، فقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنهم أفطروا في يوم غيمٍ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس إذاً هم أفطروا قبل أن تغرب الشمس ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، ولو كان القضاء واجباً عليهم لأمرهم به لوجوب الإبلاغ عليه، ولو أمرهم به لكان من الشريعة، وإذا كان من الشريعة فالشريعة محفوظةلابد أن تنقل إلينا ولم تنقل، فدل هذا على أنه لا يجب عليهم القضاء
📩ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻲﺀ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﺪﻡ
ﺗﺮﺗﺐ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺧﻄﺌﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ؛ ﻟﺬﻟﻚ
ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻗﺘﻞ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺧﻄﺄ ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : } ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺧﻄﺄ ﻭﻣﻦ
ﻗﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺧﻄﺄ ﻓﺘﺤﺮﻳﺮ ﺭﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﺩﻳﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻳﺼﺪﻗﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻋﺪﻭ ﻟﻜﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﺘﺤﺮﻳﺮ ﺭﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﻓﺪﻳﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ
ﺭﻗﺒﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﺼﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﺣﻜﻴﻤﺎ { ( ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 92 ) .
📚ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ : ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺆﺍﺧﺬﻧﺎ ﺇﻥ ﻧﺴﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺄﻧﺎ { ( ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 286 ) ،
📌 هذا الحديث عام في كل حق لله عزّ وجل من المحظورات، أما المأمورات فإنها لايسقط أداؤها وقضاؤها،فلابد أن تُفعل. ولكن يسقط الإثم في تأخيرها بعذر.
📩مثال ﺫﻟﻚ ، ﻓﻤﻦ ﻧﺴﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻫﺎ فعلى هذا نقول: إذا ترك واجباً فلابد من فعله، ويدل لهذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصِلِّهَا إِذَا ذَكَرهَا" فعذره عن التأخير ولم يعذره عن القضاء، بل أمره بالقضاء. ،
📌 ﻭﻣﻦ ﻧﺴﻲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ
ﺛﻢ ﺻﻠّﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻠﺰﻣﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻼﺓ .
📚ﻭﺛﺎﻟﺚ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ : ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ، ﻓﻘﺪ ﻳُﻜﺮﻩ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ﻻ
ﻳﺮﻳﺪﻩ ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﺛﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﺝ .
ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ : } ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻛﺮﻩ
ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ { ( ﺍﻟﻨﺤﻞ : 106 ) ﻟﻤﺎ ﺃﺟﺒﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻦ
ﻳﺎﺳﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻟﻴﻼ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻋنه لأنه مكره
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺜﻨﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺭﻓﻊ
ﺍﻟﺤﺮﺝ ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻩ ، ﻧﺤﻮ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻣﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ
ومثال ذلك رجل أُكره على قتل إنسان وقال له المكره: إما أن تقتل فلاناً أو أقتلك، وهو يقدر أن يقتله، فقتله، فإن القاتل المكره اثم ويطبق عليه الحد ، لأن حق الآدمي لايعذر فيه بالإكراه.
📚ذكرنا أولاً أن هذا في حق الله، أما في حق المخلوق فلا يسقط الضمان وإن سقط الإثم، مثال ذلك: رجل اجتر شاة ظنها شاته فذكّاها وأكلها، فتبيّن أنها لغيره، فإنه يضمنها لأن هذا حق آدمي، وحقوق الآدمي مبنية على المشاحة، ويسقط عنه الإثم لأنه غير متعمّد لأخذ مال غيره.فلابد من إرجاع المال لصاحبه
📗ﻭﺣﺎﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻳُﺴﺮ ﻣﻨﻬﺞ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺳﻤﺎﺣﺘﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺇﻧﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ، ﺣﻴﺚ ﺧﻔّﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﻬﺎ ، ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق